عذرا يا سادة !!!! ... فالشارع ليس حكرا لكم ... فلن نقبل إرهابكم وترهيبكم!!!
بقلم الدكتور ثابت المومني
لا شك في أن ما يحدث في عالمنا العربي من حراك شعبي ، لهو ظاهرة لم تعتادها أجيالنا منذ عقود خلت ، حيث كان لشباب الفيسبوك كلمتهم وطريقتهم في إشعال الثورة نحو تغيير شامل وجذري لأنظمة مستبدة تربعت على رقاب البشر بقوة الحديد والنار وقودها حياة ومستقبل وقوت الشعوب.//
لقد كان لهذه الثورات المتتالية في عالمنا العربي الأثر الواضح على حراك الشارع الأردني ، حيث هبت جماهير الشعب للمطالبة بالإصلاح والتغيير، ومن ثم تتسارع الوتيرة لينحرف "القطار عن سكته" نتيجة استغلال بعض التيارات للوضع الراهن لأجل تحقيق اكبر قدر من المكاسب بما يخدم أجندتهم ، فاخذوا يطالبون بالإصلاح ظاهرا وفي أجندتهم أمور أخرى !!! ، فما كان من جلالة الملك وبحكمته إلا أن التقط الرسالة التي أراد لها أن تكون ضمن أجندة وطن لا أجندة فئة أو جماعة كما خططوا لها أن تكون ، فقام بإطلاق لقاءات حوارية مع شرائح عديدة من المجتمع، كما أتبع ذلك بتوجيهات متتالية للحكومة بدءا من حرية التعبير والتظاهر والاعتصام ، وصولا بان لا حماية لفاسد ليختمها جلالته بتحديد أوقات زمنية لبرنامج الإصلاح الذي يجب على الحكومة الالتزام لأجل خدمة الوطن كل الوطن.//
لقد سعت حكومة البخيت ومنذ تشكيلها على إيصال رسالة مفادها بان هذه الحكومة هي حكومة " التغيير الملكية " وراهن عليها بأن تكون حصان التغيير ، لقد أعلن البخيت عن نية حكومته على فتح ملفات الفساد تباعا ، ليتوج ذلك بتصريح لجلالة الملك بان لا حماية لفاسد مما كان لذلك الأثر الايجابي الكبير في نفوس الأردنيين.//
ورغم تصريحات جلالته المتكررة وما تبع ذلك من تأكيدات من قبل حكومة البخيت على سعيها على إحداث الإصلاح و التغيير ، إلا أن قوى وأجندة مختلفة سعت ولا زالت تسعى للإطاحة بحكومة الرفاعي قبل أن تولد أصلا . إن سعي هذه القوى على إسقاط حكومة قبل تشكيلها قد أعطى لهذه الحكومة المزيد من القوة والثقة من قبل أفراد المجتمع الأردني حتى سئمنا تلك الاعتصامات والتظاهرات التي تعقد ظهيرة كل جمعة في عمان وبعض المدن الأردنية من قبل جماعات تستغل حماس وطيبة وبراءة وروعة شباب الوطن.//
لقد سئمنا مظاهرات وإعتصامات يسعى أصحابها والقائمين عليها لقيادة البلد نحو فتنة لن تجد من يطفئها ، وما أحداث الداخلية إلا دليل على ذلك "وأول الغيث قطرة". إن من يجازفون في الوطن وكيانه لأجل تحقيق أجندتهم عليهم أن يعلموا بحقيقة حجمهم، عليهم أن يعلموا بأنهم لم يستطيعوا مجتمعين إفراز نائب واحد دون الاعتماد على العشيرة والخيرين من أبناء الوطن ، عليهم أن يعلموا بأنهم لا يمثلون القلة القليلة من بين جموع الأغلبية الصامتة من الشعب الأردني .//
إن من يقدّمون أنفسهم كدعاة دين وفضيلة ويدغدغون حاجات الشباب وميولهم في برامج تلفزيونية وحوارية، منظمة تحت غطاء الوعظ والإرشاد، يأتون اليوم ببيانات وشهادات مفبركة عبر الصحف الالكترونية، يقسمون من خلالها بأنهم شهود عيان على عنف الأجهزة الأمنية في تعاملها مع المعتصمين !!!! .أننا لا نقبل تعامل الاجهزة الامنية بعنف مع أي مواطن كان ،فاننا لن نتقبل مزاودات البعض بشهادات مشبوهة يلتقون فيها مع أجندة من ينصّبون أنفسهم خلفاء عن جموع المسلمين وأوصياء على دينهم في سابقة تذكرنا بعهد الكنيسة في عصور أوروبا الظلامية حيث صكوك غفران ووعود بالجنة كانت تمنح لبسطاء البشر وها هي اليوم تمنح من وسط البلد ومن على دوار الداخلية على أيدي من يدعون بان الشارع حكرا لهم. //
إن من يعتصمون في الداخلية ووسط البلد أو في أي مكان ويغلقون الشوارع والطرقات ويتسببون بالأذى لأصحاب التجارة والمحلات هم أعداء الوطن ويتربصون به شرا ، إن الاعتصام والتظاهر حق مشروع لمن أراد ، لكن ليس في هذه الأمكنة ولا بهذا الشكل وهذا المستوى المبتذل المقلد للغير. إن من يغلقون الأسواق والطرقات إنما هم ضد الإصلاح والتغيير، إنهم ينادون بالاصطلاح ويحاربونه ، إنهم يعلمون بان الإصلاح يعني نهايتهم حيث "لا قميص عثمان"يتحججون به ، وبالتالي فهم على يقين بأنهم سينتهون إذا ما سار قطار الإصلاح والتغيير لان في الإصلاح كشف لحقيقة مخططاتهم وتعبير عن فشلهم .//
إننا إذ نطالب بالإصلاح الشامل الكامل بما يخدم الوطن ، فإننا لن نقبل ونتقبل إصلاحا لا يخدم كل أبناء الوطن بأطيافه ، لن نتقبل فرض أجندة قلّة "يغتصبون" الشارع في الداخلية و وسط البلد وغيرها من الساحات والميادين لأجل ليّ ذراع الوطن، عليهم أن يعلموا بأنهم لا يواجهون الحكومة لوحدها ، إنهم يواجهون شعب ووطن ، يواجهون حراس أوفياء يمثلون جموع الشعب الأردني من شماله لجنوبه ومن شرقه إلى غربه ،إنهم يواجهون الأغلبية الصامتة ، هذا القمقم إن تحرك فن يبقي ولن يذر من أولئك المغرر بهم والمقلدين و المنتفعين من تلك الظروف العربية المحيطة – إن كان الأمر استعرض للقوى-!!! لكن الأمر لا يجب أن يكون في هذا السياق ، ومن هنا ومن هذا المنطلق فاني احذر هولاء بان الآزفة بهم قد أتت، أناشدهم التوقف عن اللعب في النار فالوطن للجميع وليس لهم وحدهم، فمن حق الجميع التعبير كما أراد شريطة عدم إلحاق الأذى بالغير، ومن هذا المنطلق ، فان من يغلقون الشوارع وحركة السير والأسواق والمحلات إنما يمارسون إرهابا فكريا ونفسيا واجتماعيا ، كما أنهم يثبتون ساديّتهم في ديكتاتورية مفضوحة تنسجم مع توجهاتهم وأجندتهم وهذا ما لن يقبل به كل أردني غيور.//
إن من يتنمّرون على الوطن و الدولة في الميادين و الطرقات لا يمثلون شيئا سوى ثلّة قليلة من شعب أردني أغر، وما دقّ طبولهم الا جعجعة لن تضفي إلى طحنا ، فالمعادلة واضحة لا لبس فيها ، فغالبية الشعب الأردني مع التغيير والإصلاح، على أن لا يكون هذا التغيير لصالح أجندة ومقاسات فئة او جماعة او فكر، إنما نريده تغييرا على مقاس الأغلبية الصامتة وبما يخدم المواطن والوطن. //
إننا وإذ نطالب بالإصلاح والتغيير الشامل نحو حياة أفضل ، فإننا نحذر كل من تسوّل له نفسه المساس بوحدة تراب هذه الوطن بقيادته الهاشمية وشعبه الأردني الوفي ، إن من يثيرون الفتنة ستقتلعهم جماهير الشعب قريبا ولن يطول الصمت وسيكون الزحف ، عليهم الإدراك بان الوطن والشارع للجميع لون يكون حكرا لأحد.//
ختاما فإنني أهيب بالحكومة وبالتعاون مع البرلمان، العمل على سن التشريعات اللازمة التي تمنع الاعتصام في الطرقات والميادين والأماكن العامة ، والتي تعرقل سير العمل وتعطل مصالح الناس ، أناشد الحكومة بتجهيز ساحات خارج مناطق الازدحام ، حتى ولو في وسط الصحراء كي تكون مكانا ملائما للتظاهر والاعتصام وحتى تدخين النارجيلة والسيجار لم أراد .
أخيرا وليس آخرا ،أهيب بكل جماهير الشعب الأردني من أقصاه إلى أقصاه، شرق وغرب وشمال وجنوب ، ، أفرادا وجماعات وعشائر، بسرعة التحرك لواد الفتنة من خلال مسيرات مليونية لردع ثلة قليلة يغتصبون الشارع إرهابا وترهيبا للأغلبية فقد وصل بهم السيل الزبى ودمتم.//