تمخض الجمل فولد "فأرا" يا معالي الوزير
بقلم: الدكتور ثابت المومني
لقد ابتليت عجلون بتاريخها الحديث بتجاهلها "وتطنيشها " من قبل "بعض" مسئولي وإدارات الدولة ووزارتها رغم كل صرخات وصيحات المخلصين من أبنائها، ولكن يبدو أن المسئول سبق وان اتخذ قراره بتطنيش هذه المحافظة بأهلها ومقدراتها ورمزيتها.
لقد سبق وان كتب الدكتور خليف الغرايبه بكل شفافية وجرأة ووضوح عن بعض مشاكل عجلون... كما كتب البعض من كتاب الوطن عن واقع حال عجلون الذي لا يمكن إخفاءه "بهزة ذنب أو مجاملة لمسئول" فواقع عجلون لم يتغير ولن تفيد شهادات الزور من بعض المتسلقين المتملقين في ديوان هذا المسئول و ذاك لتغيير واقع الحال.
إن ملفات عجلون لا زالت تطُرق عبر الصحافة وفي الميدان وفي كل بقعة من بقاع المحافظة والوطن ... لن تصمت هذه الأصوات إلا برد الاعتبار إلى عجلون بكيانها وتموينها... لقد استهتر المسئول في عجلون وأهلها وأمعن في ذلك ... لقد استهتر بحقوقهم وتطلعاتهم وحتى مشاعرهم وشعائرهم الدينية... فمن يصدّق بأن مسجد عجلون الكبير، يغلق لما يزيد عن أربع سنوات ويحاط بسور إسمنتي مصمت ليدفن ويختفي هذا المسجد من الوجود ليأتينا المسئول بنماذج وتصورات وأفكار حول مستقبل هذا المسجد ويعيش أبناء عجلون على أمل مفقود لينتهي هذا الأمل بقيام الجهات المعنية في المحافظة ووزارة الأوقاف بالبدء بأعمال "وضيعة" لصيانة وترميم للمسجد لا تحتاج لأكثر من شهور عمل قليلة لانجازها مهما كانت الظروف والمعوقات...فلماذا تم تعطيل هذا المسجد لما يزيد عن أربع سنوات عجاف قام المصلون بالصلاة في مخازن تجارية للمؤسسة العسكرية سابقا.
لن أكيل الاتهامات لأحد فكلهم أصدقاء وأخوة أحبة نجلّهم ونحترمهم ولكنني أتمنى من وزير أوقافنا وعطوفة محافظنا ورئيس بلدية عجلون ومدير أوقافها تبرير ما حدث في مسجد عجلون، ولماذا تمخض المشروع المفترض لينتهي بصيانة متواضعة لا تحتاج إلى كل هذا العناء.
لقد سبق وان حذرنا وحذر الكثيرين من أبناء عجلون من خطورة العبث في "قدسية ورمزية المسجد لما له من ارث ديني وحضاري، ولكن لم تجد تحذيراتنا آذان صاغية حتى تم تطويق المسجد بذاك السور "المقيت" ليدفن هذا الرمز ويصبح مأوى لقضاء الحاجات ويخزن التالف من الخضراوات وقمامة الحسبة والسوق في حرمه وحرمته.
لقد كان لهذا المسجد صفة اعتبارية تتسم بالاحترام والإجلال لهذا المسجد بتاريخه ورمزيته وعراقته ولكننا اليوم نجد كل العجلونيين بمسلميهم ومسيحييهم، بحضرهم وريفهم، بقراهم ومدنهم يتحسّرون على هذا المسجد الذي نفُذ به الإعدام "حقنا بمشاريع عقيمة "كان ضحيتها هذا المسجد ورواده ومحبيه.
لقد كان "تفكير وزارة الأوقاف" الموقرة البدء بإعادة توسعة وتأهيل مسجد عجلون الكبير "ضنّا منها" بأنها ستعمل على بناء سوق تجاري كبير حول المسجد يدرّ عليها حفنة من الدنانير ولكن وبعد أن رفض محافظ عجلون الأسبق عطوفة علي "بك" الشرعة هذا التوجه لما له من ضرر يلحق بهيبة وقدسية وجمالية المسجد، قامت وزارة الأوقاف ومن لف لفيفها من أصحاب "هز الذنب والوجوه الملونة" بتعطيل هذا التوجه لينتهي وضع المسجد كمجمع للنفايات وقضاء الحاجات ولمنتهكي حرمة رمضان.
لقد استخدم مسجد عجلون عبر سنوات خلت كمركز خدمات للحسبة فنجدهم يقطفون الملوخية ويخزنون صناديق البولسترين في باحاته حتى وقت قريب قبل أن يتم "فضح" هذه الأفعال عبر الصحافة من قبل الخيرين من أبناء عجلون البررة وعلى رأسهم استأذنا الفاضل الدكتور خليف الغرايبه.
لقد سبق وان نبهنا لما يحدث في مسجد عجلون ومن خلال مقالة سابقة تحت عنوان إنهم " يبوّلون" بباحات (مسجد عجلون الكبير) يا معالي وزير أوقافنا!!!!! ولكن لم نجد من يلبي النداء إلا أولئك المتملقين الذين يرددون شعارات رنانة "سندا" لمسئول متخاذل او جائر طمعا منهم في جلسة بديوان او حضرة او مجلس.
نحمد الله بأن "جُلّ" أبناء عجلون يعرفون واقعها سوى أولئك الذين هجروها في الروح والجسد ليقطنوا الصويفية وعبدون ودير غبار... لقد هجرها هولاء وتركوها بهمومها ومشاكلها... وعند الحديث عن واقع عجلون وملفاتها نجدهم يتملقون سعيا منهم لمركز او وساطة او شان.
إن مشاكل عجلون وهمومها ستبقى "وصمة" على جبين كل مسئول...ستبقى أمانة في أعناقنا جميعا... ستبقى ملفات عجلون توأما لملفات بقية محافظات الوطن وسنعمل على طرق كل الأبواب وصولا لوضع أفضل لعجلون، شاء من شاء، وأبى من أبى، فقد اقسمنا أن لا نكون "ذنبا" لأحد،ودمتم.
لقد كان لهذه الكلمات وقع عميق في نفوس العجلونيين ولكن وللأسف فمنذ زيارة القائد قبل أشهر خلت ولحد الآن لم يتغير واقع الحال أبدا "ولا نعرف هل التقارير الرسمية التي ترد إلى الديوان الملكي العامر- من عجلون - تفيد بغير ذلك...... أقولها وبكل شفافية...... لا نعلم !!!!!!!!!!" ولكن هذا ما تعوّد عليه العجلونيين مع مسئوليهم.
معالي الوزير.....ما في الأمر " غصة" أتت بعد "قصه" ، فمسجد عجلون الكبير، قصته كقصة ألف ليلة وليله ، فهو مهجور منذ سنوات خلت لأجل عمل "ترميم" يعيد لهذا المسجد تراثيته التي تعبّر عن أمجاد أمم خلت ، ولكن تباينات كثيرة- في الرأي وسبل التنفيذ - حالت دون البدء أو انجاز أي شيء من هذا المشروع "سوى سوره العظيم" فانطبق عليه المثل القائل"بين حانا ومانا ضاعت لحانا".
المهم أن هذا المسجد "الأيوبي" والذي يحمل تاريخا يمثل أمجاد الدولة الإسلامية آنذاك ، ها هو يتحوّل إلى مكان "للتدخين والإفطار في رمضان " لا بل وأكثر من ذلك ،فقد وجد البعض من ضعاف الدين والإيمان ضالتهم ، فكثيرا ما شوهد أناس يتبوّلون بساحاته كما تم رصد أناس "يقطفون الملوخية" ببهوه الداخلي إضافة لأكوام نفايات ،تقززت كاميرات التصوير من منظرها فأبت إلا أن تصورها لتبقى ذاكرة تحاسب ضمائر كل مقصر فينا قبل أن يحاسبنا الله بها يوم ألقيامه.
لقد تواردت هذه الأخبار إلى مسامعي كصاعقة أزعجت طبلة أذني وأقلقت مضاجع العجلونيين بمسلميها ومسيحييها حيث إن هذا المسجد يمثل إرثا تاريخيا لا يستهان به ليأتي زمان تنتهك حرماته بهذا لشكل المريع .
إن ما يثير " حنق" العجلونيين واستغرابهم ، أن مشروع سوق الأوقاف التجاري قد أنجز بسرعة " البرق" بينما بقى مسجد بيت الله على وضعه إهمالا أو إمهالا- لعل ليلة القدر تأتينا بشيء جديد - أو- انتظار لحلول فصل الشتاء - ليخفي دموع العجلونيين بكاءا على ما حل بمسجدهم.
إن الغريب في الأمر أن هذا المسجد " كان قد حظي باهتمام ملكي خاص " حيث أوعز جلالته و منذ أكثر من عامين على البدء بتنفيذ هذا المشروع حيث كان قد تبرع جلالته بمبلغ لا يستهان به من ماله الخاص لهذه الغاية لينتهي به الأمر إلى تأجيل وضياع بين أروقة مشروع السياحة الثالث الذي يركز على تأهيل صحن المدينة المحيط بالمسجد.
من هنا فإنني أتساءل يا معالي الوزير.... ماذا سيكون الوضع بالنسبة لمشروع ترميم المسجد لو كان مصاحبا له بناء مخازن ومكاتب نفعيه تحيط به كما كان سابقا؟ ألا تري سيدي أن هذا المشروع كان قد أبصر النور منذ أمد بعيد؟!!!!!!!!!!!!! ألا تري سيدي أن وزارة الأوقاف أصبحت تحيد عن طريقها التوعوي والتنظيمي لعمل المساجد؟!!!!!!!!!
سيدي معالي الوزير..... أرجو من الله متذرعا بعد رمضان وبحلول شوال أن يلهمكم "نظرة" و" شفقة" على أحوال هذا المسجد ليرى طريقا إلى النور يفتح بها على أهالي عجلون بابا جديدا من الأمل بعد سلسة انتكاسات هزت المجتمع العجلوني عبر أشهر خلت.
سيدي... ما كنت لأكتب هذا لولا أن كثرت التجنيّات على هذا المسجد "المأسور" رهين تجاذبات لا يعلم المواطن عن فحواها وسّرها شي.... فاسعفنا - رحمك الله - بقرار تضع من خلاله النقاط على الحروف للشروع بإنهاء " اعتقال " هذا المسجد ليصار لترميمه بالشكل الذي يعيد لعجلون عزتها وبريقها " المفقود".
معالي الوزير........إن واقع حال مسجد عجلون الكبير بدءا من "سوره العظيم" وانتهاء بساحاته وبهوه ومحيطه ، يدعو على الأسى وبالتالي فاني أوجه ندائي - لك سيدي - سرعة التحرّك والتصرّف والتحقُق مما يحدث وأعلم أن عجلون هي "قرّة عين القائد" ودمتم.
Thabetna2008@yahoo.com
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق