دولة الرئيس ... لقد أقفرت الأرض في "عهدكم"
الدكتور ثابت المومني
أما وقد انتهى "عرسنا الديمقراطي" والذي تمخّض عن مجلس نواب جديد تبعه تشكيل حكومة ثم مجلس أعيان، فقد اكتمل النصاب لعقد مجلس الأمة في وقت تم تكليف الرفاعي الشاب بتشكيل حكومته الثانية.
لقد انتهت حكومة الرفاعي الأولى باستحقاق دستوري انتهى باستقالتها ... تلك الحكومة التي كانت مثيرة للجدل بكل مضامينها وتصرفاتها وأفعالها... تلك الحكومة التي اتخذت لنفسها سياسة الفارس"دينكيشوت" وهي تناطح طواحين الهواء... تلك الحكومة التي دأبت على خلق عدو تتسلى فيه وتلهي المواطن لتمرير أجندتها التي لم تكن تخلو من مخططاتها لتنفيذ برنامجها الاقتصادي العبقري الطموح !!!! والذي كان قائما على جمع المال من الشعب إما برفع الأسعار أو بفرض الضرائب أو ضرائب على الضرائب.
دولة الرئيس ... لقد كانت حكومتكم الأولى مثالا لمن "يتخطى رقاب الناس في مسجد يؤمه مصلون" ... لقد افتعلت تلك الحكومة المشاكل مع جماهير المعلمين والصحافيين وغيرهم ،وعملت على إفقار الفقير من خلال سد سبل العيش والحياة بعد أن أفقدتموه قوت يومه فلم يعد يقوى على فعل شيء حتى قتلتم روح الحياة الإبداع عند كل من لم ينعم الله عليه بان يكون ديجيتالي أصلع أو كابيتالي اقرع.
دولة الرئيس ... لقد انتهى عهد كانت حكومتكم تلعب في ساحات الوغى تحارب طواحين الهواء دون حسيب أو رقيب... لم تكن حكومتكم تأبه لمظالم شعب أنهكته أسعار المواد الغذائية توازيا مع أسعار المشتقات النفطية... لقد تفننت حكومتكم السابقة بفرض الضرائب على الفقراء و منح العطايا للأغنياء وأصحاب النفوذ وأبناء الذوات حتى ازداد الفقير فقرا والغني غنى.
سيدي دولة الرئيس ... إننا وإذ كنّا نتمنى أن لا يُعهد لدولتكم بتشكيل الحكومة الجديدة، فإننا نحترم فوزكم بثقة مولاي وقرة عيني - جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين – بتشكيل تلك الحكومة ، مذكّرا إياكم بان عهد التسويف والمماطلة وتأويل مفردات خطاب التكليف السامي قد انتهى إلى غير رجعة حيث أن أملنا وثقتنا بنواب الشعب (حتى الآن) تبدو كبيرة "لا نعلم"، وعليه ومن إيماني بوعي وإدراك جيل الشباب في هذا البلد، فإنني أذكّركم بان أيام حكومتكم الجديدة لن تكون دهورا بقدر ما تكون بقدر أصابع اليد الواحدة شهورا وأياما، لا سيّما إذا ما أتبعتم سياسة حكومتكم السابقة والقائمة على تأويل مضامين خطاب التكليف حسب أهواء وتوجهات وأجندة حكومتكم وبعض رموزها.
دولة الرئيس ... لقد سار فينا العمر قصرا ونحن "نتأفف" من مسيرة رئيس وزراء يذهب ليأتي دولة رئيس جديد نعايشه "شهرا" ليبكينا "دهرا" ونترحّم على أيام سلفه.
لقد تعاقب علينا حكومات وحكومات لم أجد وضعا قد ازدرى فيه حال الشعب كما هو اليوم، حتى أصبح للبندورة "عزا" وللبطاطا "فخرا" لتختمها "تسعيرة" المحروقات بمسرحية سخيفة تمثلها الحكومة ويتجرع سمّها كل مواطن في هذا الوطن الطيب المعطاء.
دولة الرئيس ... لقد أقفرت الأرض ولن تُثمر ... وامتنعت السماء عن الغيث ولن تمطر ... ولا أعتقد بأنها ستفعل ما دامت حكوماتنا تستقوي " تشليحا لجيوب" المواطن الفقير أصلا لأجل دعم موازنتها التي لن تستقيم يوما لغياب العدالة في التوظيف والتوزير وكافة سبل الحياة وها نحن ننتظر عدالة الله في السماء وهو خير العادلين ودمتم.
thabetna2008@yahoo.com
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق