مصر هي الدولة العربية " الوحيدة" الحريصة على قيام دولة فلسطينية

مصر هي الدولة العربية " الوحيدة" الحريصة على قيام دولة فلسطينية

بقلم الدكتور ثابت المومني

بداية اعتذر للاخوة القراء عن الإطالة لكفاية الموضوع فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن الرسول"ص" قال:( ستأتي على الناس سنون خداعة يصدق فيها الكاذب ويكذب فيها الصادق ويؤتمن فيها الخائن ويخون فيها الأمين وينطق فيها الرويبضة قيل وما الرويبضة قال السفيه يتكلم في أمر العامة) ،شئت أن استشهد ببداية مقالتي هذه بهذا الحديث حيث لم أجد أفضل منه بلاغة للرد على المدعو" عزام الأحمد " المسئول في السلطة الوطنية الفلسطينية "المنتهية ولايتها "حسب الدستور الفلسطيني والقيادي في حركة فتح الفلسطينية . فهذا الرجل" يتخبط" في تصريحاته الصحفية صباح مساء، فها هو يصور نفسه "دينكيشوتا" أمام حماس ويعتبرهم "أطفالا" بالمقاومة مقارنة مع "عمالقة" فتح ممثلين بعزام الأحمد وغيره من أشاوس فتح(عزام الأحمد:حماس مازالوا اطفالا في المقاومة مقابل عمالقة فتح- 22-1- 2009) .
ولكن يبدو انه" قد طفح الكيل" مع هولاء ، فها هو عزام الأحمد ذاته يطل علينا بتصريح صحفي يقول فيه وبالحرف الواحد((وحول موقف السلطة الوطنية الفلسطينية من اجتماع قطر، والاتصالات التي جرت قبله، قال الأحمد "أن هذا الاجتماع لا شرعية له ولم يتم تحت مظلة الجامعة العربية، وهو اجتماع سيؤجج الخلافات العربية ونحن لا نحتمل أن ندخل في خلافات عربية، وهو يهدف إلى تقليص دور" مصر" وهي الدولة العربية"" الوحيدة"" التي ترغب فعلياً بقيام دولة فلسطينية مستقلة،" دون أن يكون لها أطماع داخل فلسطين"- السوسنة 18-1-2009)).
عجبا يا عزام.......مصر......والدولة الوحيدة!!!!!........ وهل البقية لهم أطماع في فلسطين؟!!! . ربي لا أسألك رد القضاء ...ولكن أسألك اللطف فيه....إذا كان قدر الشعب الفلسطيني أن تكون أنت ممثلا وقيادي له فهذه مصيبة حلت بنا...... وإذا كان وجودك وأمثالك ممثلين للشعب الفلسطيني بمحض إرادتهم فليس لنا إلا الإنحناء لرغبة أخواننا وتطلعاتهم......أما إذا كان وجودك بغير رغبتهم فاني أقول لك بأننا سنقطع لسان كل من يحاول أن يلوث سمعتنا وكرامتنا وعزتنا في" مبادئنا".....نعم أيها العزام......ما كان للأردن يوما أطماع في فلسطين بقدر ما هي رسالة حملها الهاشميون على عاتقهم وقدمنا الغالي و النفيس و""العزيز"" من شهدائنا على أرض فلسطين وفي" باحة مسجدها الأقصى"ممثلا بالقائد المؤسس رحمه الله.........هذه حقيقة شئت أم أبيت.......... أما أن تتشدق بتصريحاتك التي تلوث القضية الفلسطينية بعزتها فإننا لن نسمح لك بذلك...هذه كلمة تنطقها كل ذرة تراب أردنية ...كلمة عزة من كل أردني وأردنية.
السيد عزام الأحمد....... إنني إذ استنكر تصريحاتك الرخيصة المبتذلة والتي تنم عن تشكيك مبطن في جدية مساعي الأردن بقيادته وحكومته وشعبه فإنني لن اعتب على شخص أو "ثلة" ممن استغنى الشعب الفلسطيني عن " خدماتهم " بعدما أن ضاقوا ضرعا بأفعالهم وتصرفاتهم وتصريحاتهم الهوجاء والتي لن تخدم القضية أصلا....... إننا في الأردن لن ننتظر شهادة منك لصدقية جديتنا فيما يتعلق بإنشاء وقيام دولة فلسطينية حرة مستقلة على تراب فلسطين وليس في" الخيال" وصفقات المال والدولارات كما تخطط أنت .........إننا في الأردن نعلم علم اليقين بأننا لو بنينا "كعبة لأمثالك" فلن نجد كلمة شكر ووفاء ولكنا بحمد الله نعمل كل ذلك التزاما منا لواجبنا الديني والوطني والقومي والأخلاقي تجاه فلسطين والشعب الفلسطيني وليس لأطماع في فلسطين كما تتحدث انت.......إن الأردن يخطط على مستوى "القيادة" لمستقبل مشرق للأخوة الفلسطينيين في وطن خاص بهم "وعلى أرضهم فلسطين" وليس كما تفعل أنت وأمثالك تتاجرون على حساب الشعب الفلسطيني ومعاناته بتصريحاتكم الرخيصة المسمومة "لأجل إطالة أيامكم وعروشكم الخاوية متحكمين في رقاب هذا الشعب الأبي....أقول لك أيها الأحمد......إن الأردن لا ينتظر شهادة من" رفضه" الشعب الفلسطيني البطل...نعم لقد رفضكم الشعب في مواطن عديدة........ في الانتخابات......في السلم.... وفي الحرب......لقد رفضكم وسيرفضكم لأنكم أصبحتم عبئا على القضية...إن فلسطين هي قضية أمم وشعوب........قضية عهد ووفاء......قضية مبدأ وسيادة......وليس قضية حسابات" بنكية "في دبي وسويسرا وغيرها من بقاع الأرض .......
أقول لك أيها" الأحمد" إن مواقف الأردن وتضحياته ومكارم قيادته ليست لأجل" أطماع في فلسطين" كما تتصور أنت ،ولن أذكرك بالفاتورة التي دفعها ويدفعها كل بيت وفرد وذرة تراب أردنية لأجل فلسطين ولكن يبدو أن لسانك أصبح يتأرجح بين شاطئ غزة وبحرها في ظل أمواج عاتية لست بمستواها وإنني اعتقد بأنك ومن هم يفكرون بطريقتك لا أمل لهم بقيادة شعب عظيم كالشعب الفلسطيني وان هذا الشعب لن يقبلكم بعد أن اتضح خطكم التآمري الذي لم ولن يتقبله الشارعين العربي والفلسطيني وسيكون للشعب الفلسطيني الكلمة الفصل في هذا الأمر وسنجد منهم من هم على شاكلة منتظر الزيدي ولكن على الطريقة الفلسطينية. أقول لك أيها الأحمد..... عليك أن تصحح لسانك قبل فوات الأوان، لأننا في الأردن لن نحتمل من يثيرون الفتنة ويبخسون بضاعتنا فبضاعتنا نظيفة عزيزة ثمينة ملئها العهد والوفاء....سنرفضكم كما رفضكم شعبكم الأبي وسيكون مصيركم خلف قضبان العدالة الفلسطينية يوما وإن غدا لناظره لقريب... ودمتم.