أحداث عجلون (2)........دعوة لترتيب البيت العجلوني "الرسمي"
بقلم: الدكتور ثابت المومني
قال تعالي(يا أيها الذين آمنوا لم تقولوا ما لا تفعلون، كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون) سورة الصف.
لقد سبق وان كتبنا وعلى صدر صفحات السوسنة وحذرنا من مغبة عدم تطبيق القانون وعدم الجرأة والجدية في إدارة الأزمات، كان ذلك في الفاتح من رمضان وخلال وقبل تطور أحداث عجلون " الأولى" بين عشائر القربي والنسب (المومنيه والصمادية) حيث كنا قد حذرنا من "ركاكة الموقف والإجراء المتخذ" للسيطرة على الوضع بعيدا عن التشنجات ودرءا للفتنة وتطور الأحداث ، كل ذلك كان في مقالة سابقة لي على صدر صحيفة السنوسنة الغراء وهذا رابطها:
http://www.assawsana.com/home.asp?mode=more&NewsID=27948&catID=66
لقد سمع القاصي والداني بتلك الأحداث المؤسفة حتى نعتنا " بعض" الأصدقاء بأننا أصحاب" القلوب" القاسية وهم يعلمون أن أهل عجلون أردنيون حتى النخاع وبالتالي وبقدر قساوة" العقل لا القلب" فهم طيبون كرماء بسطاء فيهم من الرجولة والعقلانية ما نباهي به الأمم.
ولكن أين تكمن المشكلة...إن المشكلة متراكمة سببها ضعف هيبة "القانون" مما أوهن هيبة الدولة للأسف. إنني أتحمل مسئولية ما أقول محمّلا كل المسئولين في عجلون عن هذا الخلل الأمني مناشدا كل الخيرين في هذا الوطن تدارك الموقف ، فنحن عجلونيون ، أردنيو الانتماء هاشميو الولاء ويجب أن يكون قانون الدولة هو الحكم فينا لا أن يكون "قانون مسئول مصلحي أو مزاجي ضعيف" هو المسيطر بين ظهرانينا.
لقد سبق وأن حمّلنا الحاكم الاداري والأجهزة الأمنية عن كل هذا التخبط والضعف في إدارة"أزمة عجلون الأولى" إن جاز لنا تسميتها بهذا الاسم ، لقد كان هناك تقصيرا واضحا من هولاء المسئولين في سرعة التحرك وإدارة الأزمة مما أدى إلى تفاقم الأمور إلي حد خرج عن السيطرة لولا تدخل وجهاء الخير والدولة.
لقد كانت نتيجة كتاباتي وانتقاداتي هذه، أن "تمّت محاربي في رزقي ومصالحي" من قبل هولاء المسئولين في عجلون وغيرها حتى أن احدهم شكك بوطنيتي وانتمائي وولائي لا بل هددني بأنه يراقب هاتفي من خلال أجهزة أمنية معينه وهو يعلم تمام العلم والمعرفة بأنني لست ذاك الذي "يبتز" بهذا الأسلوب الرخيص ، وإنني اقسم جازما لكل من يقرأ حرفا أو ينطق كلمة أو يبصر بعين ، بأنني..... لو علمت أو شككت بولاء" ولدي فلذة كبدي" وانتماءه لهذا الوطن...... لحرمته من الميراث شرعا أو كرها.....هذا مبدأ نطبقه ولا نتغنى به كما يفعل ذاك المسئول مع كل تقديري واحترامي.
لا أريد أن أطيل عليكم أحبة السوسنة الغراء ، ولكننا حذرنا محافظ عجلون ومدير شرطتها ومدير إقليم الشمال وكافة الأجهزة الأمنية من أن التساهل بتطبيق القانون سيؤدي إلى مشاكل نحن بغنى عنها " فدرهم وقاية خير من ألف قنطار علاج" ولكن الرد كان "عاصفا "من هولاء ، فها هو مدير إقليم الشمال يغلق الهاتف بوجهي عندما شرعت بالحديث معه ويقول"حل عني" وها هو مدير شرطة عجلون يضع قيودا على مقابلتي له بالتهرب من وجوده (وهو موجود فعلا في مكتبه)في عمله أثناء الدوام الرسمي " ويقول لحرس أبواب المديرية "قولوله المدير مش هون "وها هو ذاك المسئول الاداري والأمني يهددني بتسجيلات هاتفية وغير هاتفية مصورة كانت متلفزة لا ادري!!!!!! فما كان منى إلا أن قصدت بيت العدالة في مكتب عطوفة الباشا(مدير الأمن العام) والذي لم يسمح لي إلا بان اخرج راضيا من مكتبه ، مكتب العز والفخار والذي يشعرك حقا بأنك في أردن أبا الحسين اعزه الله وليس في مكاتب من هم يمتطون الكراسي ويسخرونها لمصالحهم وأهوائهم أينما كانوا على وجه الأرض.
أحبائي قرّاء السوسنة... اعلم بأنني أطلت عليكم ولكن القلوب قد" أدمت" من تصرفات هولاء... وأن تسارع وتطور الأحداث في عجلون جعلني اصمت يوما ثم يوم ولكن لن استطيع السكوت إلى ما لانهاية وعلى "حكام عجلون" !!!! فنح أبواب السجن لي إن استطاعوا،وإنني اعلم أن سجني سيكون سجن عجلون برمتها لأنني لسان كل عجلوني أردني عروبي حر، يتباهى يقيادة فذة حكيمة ممثلة بسيد البلاد ، فمصلحة الوطن فوق كل اعتبار، هذه كلمة "أقولها فعلا لا قولا وشعارا" متسلحا بإيمان صادق " بأن الله خالقنا والأردن وطننا وأبا الحسين مليكنا" فما دامت السماء زرقاء فلن نركع إلا لله وسنقول كلمة الحق ، فنحن لسنا مجيّرين لحزب أو فئة أو جهة ، إنما نحن مجيرون للوطن والمواطن ومن له مناقشتنا فنحن على استعداد لأجل صالح هذا الوطن ومن لا يجرؤ عليه الصمت على كرسيّه لعل خبرا يأتيه منتظرا موعودا.
إن من يتبوأ منصبا عليه أن يطبّق التعليمات والقوانين وعليه أن يبتعد عن المصالح الشخصية " وبعض " الوجاهات الظلامية ، على المسئول أن يمتطي "صهوة"قوة القانون والحق والمنطق ، عليه أن يكون سريع البديهة في "إدارة الأزمات" ومن هنا فان"عتبي على كل الجهات المسئولة وذات الشأن في هذا الوطن والتي لا تؤهل المسئولين بهذا المستوى على إدارة الأزمات بشكل سريع وسليم وفعال.
إن سوء إدارة الأزمة في عجلون أبان أحداث الفاتح من رمضان كان غير موفقا وكانت سرعة تحرك الأجهزة غير مقبولة، وهنا في عجلون مرة أخرى وفي أزمتها الثانية في "عيد" فطر المسلمين تتفجر أزمة ثانية ما كان لها أن تتطور" لو كانت هناك إدارة فعليه جريئة للازمة "،فانا اعلم علم اليقين أن "عنجرة" تزخر بالوجهاء والعقلاء والخيرين ممن يقدرون على نزع فتيل الفتنة ولو بحدها الأدنى، فكيف تدار أزمة بعد عطوة أمنية بهذا الشكل؟
إني اعتقد أن أحداث عنجرة الأخيرة كانت في طريقها للهدوء والتهدئة بفضل جهود بعض المسئولين والوجهاء ورجال الدرك والأمن ، ولكن" سوء إدارة الأزمة "فجَر المشكلة ثانية أثناء تشييع جنازة "الفقيد رحمة الله عليه" مما احدث إرباكات وتشنجات"كان من المفروض تلافيها " بالتنسيق مع وجهاء البلدة والمحافظة.
إنني إذا اكتب كلماتي هذه فان مشاعري ووجداني قد خلت من كل فرحة عيد شأني بذلك شأن كل عجلوني وأردني من أقصاه إلى أقصاه ، لقد أفجعتنا هذه الأحداث وما سبقها ونتمنى أن تكون خاتمتها ولكن....لن يصلح العطار ما افسده الدهر.... فإعادة ترتيب البيت العجلوني "الرسمي" أصبح مطلبا ملحّا...... يا دولة الرئيس ودمتم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق