حكومة أفقدتنا " القمح " و "الشعير "!!!!
بقلم: الدكـــــتور ثابت المــومني
بوركت حكومة تزينت وتباهت بخطاب وتوجهات جلالة الملك ... بوركت حكومة تمثل تطلعات الشعب الأردني ... بوركت حكومة هذا الوطن المعطاء... بوركت حكومة تحترم نفسها باحترامها لشعبها.
ولكن... أين تلك الحكومة؟ّّّّ!! وهل يشاركني قراء هذا المنبر الإعلامي بان حكومتنا لا تستحق مثل هذه المباركة لأنها بالفعل ليست حكومة شعب ولا وطن وبالتالي فهي ليست تلك الحكومة التي تشكلت بناء على خطاب التكليف السامي وبالتالي فهي بحكم الحكومة المنحلّة او حكومة تصريف أعمال ولو لم يأتي القرار الملكي بهذا الشأن والذي نعتقد انه في طور الطبخ والتجهيز بعد انتهاء الانتخابات النيابية فورا.
لقد كتبت الكثير عن قضايا مختلفة تخص الوطن والمواطن... واتهمت من خلالها أحيانا بأنني عميل للحكومة وأحيانا أخرى معارضا لها... إنني لا آبه بان أكون عميلا او معارضا ... ولكني وبكل فخر واعتزاز وثقة، فإنني مع حكومة تتقيد بتوجيهات جلالة الملك رعاه الله، وضد أي حكومة لا تتقيد بتوجيهات جلالته قولا وفعلا وعملا.
لقد مضى "لي" من العمر حوالي خمس من العقود "وبحمد الله" ولكني لم أجد في حياتي أكثر من هذه الحكومة قسوة على الشعب وعدم مبالاة بتأوهاته ومعاناته، لا بل فإنني أجد هذه الحكومة ورغم أنها لم تكمل ثلثي سنتها الأولى ،تتمادى في فرض الضرائب جهارا نهارا دون خجل او وجل أو مراعاة لظروف الشعب.
لن اقتنع بتصريحات دولة الرئيس لوسائل الإعلام " في الأسبوع الماضي" حول التزام حكومته بالخطط والبرامج الكفيلة بتنفيذ الرؤى الملكية حيال مختلف القضايا لا سيما التي وردت في مضامين الخطاب الشامل الذي ألقاه جلالة الملك عبدالله الثاني الشهر الماضي بمناسبة عيد الجلوس الملكي ويوم الجيش وذكرى الثورة العربية الكبرى.
إن تأكيد دولة الرئيس على التزامه بخطاب التكليف السامي ، فيه الكثير من المغالطات التي لا تتطابق فيه تصرفات الحكومة مع التوجهات الملكية. إنني اعتقد أن التوجهات الملكية تقضي بخفض الدين العام وسد العجز في الموازنة وتحسين ظروف ومعيشة المواطن الأردني ، من خلال فكر وإبداع وإدارة شاملة ناجحة لكل القطاعات وصولا لدفع عجلة التنمية الاقتصادية والاجتماعية في هذا البلد الطيب، لا من خلال قوانين مؤقتة تبنى على عجل، وضرائب غير مدروسة تفرض على الشعب .
لقد أراداها جلالته الملك حكومة لكل الوطن لا حكومة فئة او حزب او توجه... لقد أرادها جلالته حكومة لفقراء الشعب قبل أغنياءهم ... لقد أرادها جلالته لان تكون حكومة نبيهة تتنبه لكل ما يحيط بنا من تقلبات ومؤامرات وتوجهات لا تخدم هذا البلد... لم يريدها جلالته حكومة فرض ضرائب وقهر إرادة المواطن من خلال محاصرته ماديا ومعنويا وبالتالي قتل روح التقدم والإبداع عند هذا المواطن الذي هو أساس عملية التنمية الشاملة التي نتمنى دوران عجلتها.
إن هذه الحكومة وهي تسير على هذا النهج، ستقود الاردن إلى حالة إحباط وعجز تام بسبب تماديها وتفننها في انتهاك وامتهان حياة المواطن من خلال فرض ضرائب تمس طبقة الفقراء منهم وهم عامة الشعب . هذه الحكومة التي تتحدى إرادة الشعب في قوت يومه و تقول بما معناه ...أن افعلوا ما شئتهم...تحدثوا بما شئتم ...احتجوا على ما شئتم... فلن نأبه لكم أيها الشعب.. سنفرض الضرائب لأجل عدم المساس بامتيازات كبار المسئولين وأصحاب العقود الخاصة في الحكومة والهيئات المستقلة ...سنعمل ما بوسعنا لأجل حياة أفضل لكبار المسئولين والمتنفذين في هذا الوطن...سنسن القوانين بما يخدم علية القوم من أتباع وأعوان الحكومة ... افعلوا ما شئتم أيها الشعب ... سنرفع أسعار كل شيء حتى نحرق الأرض من تحت أقدامكم... لن نبقى على شيء إلا "اسطوانة الغاز"... فلن نقربها... لن نقربها أيها الشعب ليس شفقة عليكم، ولكن لأن في تسعيرة اسطوانة الغاز هذه رأي ملكي سابق فلا تستطيع الحكومة تغييره إلا بضوء اخضر من جلالته وهذا ما لن يحدث أبدا.
إن هذه الحكومة تعلم علم اليقين أن جلالة الملك غير راض عن سياستها فيما يتعلق بطريقة وأسلوب معالجتها للمديونية والعجز الكبير في الموازنة... إن جلالته يريد من هذه الحكومة خفض المديونية من خلال تنمية شاملة وفكر خلاق ... لا من خلال فرض ضرائب أثقلت كاهل هذا المواطن حتى بات عاجزا عن شراء خبز وقوت أولاده... لم يريدها جلالته حكومة قهر كما هي الآن... لم يريدها جلالة الملك حكومة تجويع حتى بتنا لا نجد القمح ولا الشعير في أسواقنا وبوادينا وقرانا...لم يريدها جلالته حكومة توزير لفلان وابن فلان وابن ابن فلان...لقد أرادها جلالته حكومة وطن تخدم كل أبناء الوطن..أرادها جلالته حكومة فكر تقوم على حل مشاكل المديونية والمشاريع التنموية الكبرى لا حكومة قتل للفكر والإبداع والتقدم.
أي حكومة تلك التي لا تلتزم بخطاب التكليف السامي ...أي وصف لحكومة لا تتنبه لخطورة الوضع والمرحلة... أي فكر لحكومة لا تقرأ تلميحات جلالة الملك في خطاباته من حين لآخر ولا نتعض!!!!.
thabetna2008@yahoo.com
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق