دولة الرئيس....لقد إنحلّ عقدكم فارحلوا "رحم الله والدينا ووالديكم"
بقلم الدكتور ثابت المومني
بمسيرات سلمية وهتافات ذكّرتنا بـنيسان عام 1989، خرج المئات لا بل الآلاف من الشباب الغاضبين الى شوارع ومدن المملكة يوم الجمعة 14-1-2011 مطالبين برحيل حكومة الرفاعي ممثلا برئيسها حيث كانوا يرددون هتافات تراوحت بين التعبير عن عدم الحب والغدر وصولا الى التعبير عن الكراهية لدولة الرئيس (" يا رفاعي قول لأبوك كل الأردن بيكرهوك " ) (" يا رفاعي يا غدار بعت الأردن بالدولار". ) (والرفاعي بيعمل إيه.. الشعب الكركي ساكت ليه.." )بنما ردد شباب اربد ("سنة سمير لا قمح ولا شعير" )( " تسقط حكومة الرفاعي حكومة غلاء الأسعار") أما قي ذيبان فقد ردد الشباب ("روح روح يا رفاعي وجودك ما له داعي".) وفي عمان ("وحد كفك وحد كفك الحكومة مصَت دمك ")..("يا رفاعي قول لابوك شعب الأردن ما بحبوك").. (و""يا رفاعي يا سمير اسمع صوت الجماهير( "..
هذه الهتافات لم تأتي من فراغ فهي تشير الى وجود احتقان شعبي يوحي بأنه قد أصبح من الضرورة بمكان التسليم بان عصر الرفاعي يجب ان ينتهي فورا درءا للفتنة وحرصا على عدم انجرار الوطن نحو نتائج لا نقبل بها ان تكون لطالما نعتز بهذا الوطن ونفتخر.
دولة الرئيس... لن اكتب شعرا بقدر ما اكتب نثرا... ولكن دعني أنصحكم بنصيحة مواطن أردني أصيل تكالبت عليه قوى السلطة سلبا ونهبا تهميشا وتحييدا حتى أصبحت سبل الحياة مقطعة أوصالها فزادته إيمانا بهذا الوطن وهذه القيادة الهاشمية الفذّة.
دولة الرئيس ... أعلم بأنكم لن تستمعوا لنصيحة تأتيكم من مواطن ليس له من "الزندقة والفندقة" بشيء في زمن كثر فيه المتملقين المتطفلين على أبواب السلطة و المسئول ، لن أكون أكثر من ناصح لكم لوجه الله والملك والوطن.. أنصحكم نصيحة كل أردني تذوّق من مرارة عهدكم وعهود بعض أقرانكم ممن سبقوكم وأقول: إن شبح هبة نيسان "1989" تراوح أبوابها.... فهي كغيمة سوداء تلوح في الأفق لا نعرف مطرها أعذب كان أم حمض حارقا .. ارحلوا رحمكم الله واتركوا "الخبز لخبازه" ، فلن تنفعكم "أبر بنسلين" تخفيض محروقاتكم فقد أطبق البحر على "فرعون موسى" وأخشى من موج بحر عاصف لا يبقى ولا يذر من أركان حكومتكم ...ارحلوا فلم يبقى لكم في ضمير ووجدان الشعب أكثر من دعاء نتضرع به الى الله أن يلهمكم إرادة بتحكيم ضميركم والتوجه لمولاي وقرة عيني جلالة الملك عبدالله المعظم طالبين منه إقالتكم ليحسب موقفا وطنيا لكم لا عليكم... ترجّلوا عن صهوة جوادكم وارحلوا قبل فوات أوانكم .. فقد وصل السيل - بهذا الشعب -الزبى، وأزفت فيهم آزفة الحياة، فأصبح المستور منهم غريقا والغريق منّا ومنهم لا يخشى البلل.
دولة الرئيس... لم نعرفكم بشخصكم ولا بشخوصكم، ولكنّا عرفناكم من رحم إدارتكم ورئاستكم لحكومتين متتاليتين أوصلتمونا فيهما الى الدرك الأسفل من القهر والفقر والحاجة والعوز حتى فتحتم كبريهات أصحاب والهزّ والمزّ لأردنياتنا وجعلتم بسياساتكم شارع باسم مقدس" شيء" له أن يسمى بـ "مكة" مرتعا لجيل من شواذ يهيمون في شوارع عاصمتنا.
دولة الرئيس... إن حكمي عليكم لم يأتي ارتجالا ولا كيد رجال بقدر ما هو حكم " تقني" مستوحي من ماض أردني يقول أن رحمة الله عليك يا "ابا مصطفى" يا وصفي التل يا صانع خبز طابون أمي وأبي.
دولة الرئيس ... لقد رفعت الأقلام وجفت الصحف وخرجنا من قماقم الذل والهوان نهتف عاش الوطن... عاش الأردن... عاش الملك.. النصر والعزة والكبرياء لشعب تشرّف بابي الحسين قائدا له ومليكا في زمن تكالبت عليه سنن الفاسدين المفسدين لينتفض لنا "عبدااااااااالله" نصرة وانتصارا لكل مظلوم مكلوم ملطوم مهموم فأرحل رحمكم الله ودمتم.
thabetna2008@yahoo.com
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق