دولة الرئيس.....البلوط "وقودنا"!!
بقلم الدكتور ثابت المومني
كما يقول المثل " عادت حليمة لعادتها القديمة" فبعد عملية تحرير الأسعار بتاريخ 8/2/2008 وما تبع ذلك من عمليات رفع متتالية لأسعار المحروقات حتى وصل سعر "تنكة البنزين حوالي الـ "14" دينارا قبل ان تعاود الهبوط وعلى " استحياء"، وكأن مهمة هذه اللجنة كان محصورا بعمليات الرفع فقط لولا تدخل دولتكم بشكل مباشر في عملية إعادة النظر في الأسعار بعد تضمّر شعبي واسع اثر تراجع الأسعار عالميا آنذاك.
أما اليوم ،فها هي لجنة التسعير"ذاتها" تبشرنا برفع "ملموس " وبسيط للأسعار وبمعدّل لا يزيد عن الدينار فقط"!!!!" لسعر تنكة الكاز أو البنزين ..... فقد كانت عملية الرفع "هذه" بمعدل (ملموس) حسب ما أعلن بوسائل الإعلام المختلفة في عملية إستغفال لعقولنا ، وكاننا بشر لا نقرأ ولا نكتب"!!!!" .
إنني اعتقد بأن هذه اللجنة "الموقرة" - ومن يقف ورائها ممن لا يستخدمون الكاز اصلا – لهم الحق وكل الحق في هذا التعبير لما فيه من طرافة وسخرية ، لأن لا شئيا (ملموسا ) من وجهة نظرهم ، الا ما يدخل ويخرج من أموال لصالح موازنة الحكومة في هذا القطاع أو لسد العجز في فاتورة النفط التي أهلكت كاهلنا جميعا......لا يهمهم ان المواطن نام عاريا متعريا من برد قارص....لا يهمهم أطفالا تتلوى من شدة البرد "وانفلونزا" شتاء أو خريف.
لقد كان" وقع" عملية الرفع "هذه" كالصاعقة على مواطن فقير لطالما "بالكاد" ينظّم ميزانيته بين دفع فواتير كهرباء وماء واتصالات وأقساط تعليم وغيرها من الضرائب و التي أصبحت جزءا من حياة هذه المواطن وأصبح" دينة" مزمنا متراكما مجدولا أو غير مجدول ، كدين حكومتنا الرشيدة !!!!!.\
إنني على يقين بان المواطن الأردني هو "جمل المحامل" فهو ذاته الذي تحمّل "دفع فواتير الأزمات الإقليمية والمحلية" عبر عقود مضت وما تلى ذلك من عمليات "تهجير" للأردن ،إضافة للكم الهائل من الضرائب التي قسمت ظهر هذا المواطن والذي قاوم وما زال يقاوم لاجل حياة كريمة بحدودها الدنيا .
لقد تحمّل هذا المواطن ظلم وتجاوزات "هوامير" الفساد والأفساد ممن أحلّوا أموال الشعب والحكومة لأنفسهم من خلال فساد مالي وإداري" جله" مسكوت عليه لأسباب لا نعرفها.
علينا ان لا ننسى بسمة أمل سلبت من مواطن يتلحّف السماء غطاءا... والأرض فراشا ...ومليكنا سندا وذخرا.... على هذا المسئول او ذاك ...أن يتذكر بأن هذا المواطن " يتذرع الى الله" صباح مساء... ان ( ينصر) هذا الوطن بقيادته وشعبه ومقدراته ، وان (يهدي) حكومته لتنتقم من كل فاسد مفسد مختلس "جبان" ساهم في وصولنا إلى هذا الوضع الذي نعيش.
سيدي دولة الرئيس
إن عملية التمادي في رفع أسعار المحروقات وخصوصا "مادة الكاز" في هذه الأيام لم تكون موفقة أبدا... إن من أشار إلى رفع هذه المادة ونحن على أبواب فصل شتاء قارص لم يكن على دراية بوضع المواطن ومقدار" الميزانية المطلوبة" لتدفئة أطفاله في فصل الشتاء ، انني على يقين "بانه" وان كان يعلم ، فانه قد تجاهل وضع شعب أنهكته مستلزمات الحياة حتى وصل الى حافّة الهاوية بعد ان أصبح الفقر علامة ترتسم على جبينة ولكنه غني من التعفف.
سيدي دولة الرئيس
إن سياسة رفع الأسعار بهذه الطريقة وهذا التوقيت ستفتح أبوابا "موصدة" نحن بغنى عن فتحها ، فعلاوة على الأثر السلبي على النسيج الاجتماعي لعمليات الرفع "هذه " فان أول ضحاياها ستكون غاباتنا، حيث أن"عمليات إبادة غابات البلوط" في كل مكان في الاردن لم ولن تتوقف ، فقد أثبتت السنوات الماضية أن عمليات الاعتداء على الاحراج والأشجار قد ازدادت بفعل الارتفاعات الصاروخية المتتالية في الأسعار رغم كل الجهود المبذولة من خلال ادارة الحراج والغابات والشرطة البيئية ، وبالتالي أصبح" لكل مواطن لا يستطيع شراء الكاز" ما يكفي من الأدوات والأجهزة والطرائق التي تمكنه من سد حاجته من مادة"الحطب ، لان المسالة أصبحت لديه مسألة حياة أو موت في ظل "عجزه" عن شراء مادة الكاز لتدفئة أطفاله.
سيدي دولة الرئيس
يجب علينا أن لا نضع رؤوسنا في الرمال لأجل "ما تدعيه" لجنة التسعير والمزايديين على قوت الشعب....علينا أن نذكّر دولتكم بأنكم" انتم" من اصدر تعليماته بتخفيض أسعار مادة الكاز في الشتاء الماضي ، وعليه فإننا نتطلع إلى قرار جريء مماثل هذا الشتاء يصدر من رجل تعودنا منه كل الجرأة والشفافية والصراحة ممثلا بدولتكم.
ان سياسة "تسعير " ناجحة سيدي... لا يمكن لها أن تكون إن لم تأخذ هذه اللجنة و الحكومة بعين الاعتبار تخفيض أسعار مادة الكاز إلى ما دون الخمس أو ست دنانير "للتنكة الواحدة" خصوصا خلال أشهر الشتاء الأربع، وبغير ذلك فان الحكومة ولجانها ستكون مسئولة أمام الله والقائد والشعب عن كل الانعكاسات السلبية التي ستنجم عن ذلك.
دولة الرئيس
انني ومن منطلق ولائي المطلق للقائد وانتمائي وحبي للوطن ،فانني" انصر" حكومتي ظالمة أو مظلومة ، تيمنا بسنة محمد صلى الله عليه وسلم (انصر أخاك ظالما أو مظلوما قالوا يا رسول الله "هذا ننصره مظلوما" فكيف ننصره ظالما؟ قال تأخذ فوق يديه) ومن هنا سيدي.... فاني اشكيك لجنة التسعير لدى حكومتكم، واني اعتقد ان إجراء سريعا من دولتكم بتخفيض اسعار مادة الكاز ولو لأشهر"كانون أول،كانون ثاني، شباط، و آذار" هو الكفيل بإعادة الأمور إلى نصابها وقطع الطريق على كل من يتربص بالوطن ومقدراته ودمتم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق