اللهم أنصر مولاي بأن يجعل لنا فيهم عبرة لكل ظالم جبار متكبّر
بقلم الدكتور ثابت المومني
رغم أنني لست سياسيا بالقطع، ولا اتعاطى السياسة إلا مجبرا، إلا أنني اعتقد بأن كل أردني أصبح سياسيا او يتعاطى السياسة - على الأقل - بعد أن أنعم الله علينا !!!! بحكومات "نص كم" ،اتخذت من الديماغوجية نهجا ومنهجا لها لأجل خداع هذا الشعب للتسيّد عليه عبر عقود خلت، مما جعلنا نفقد صوابنا صبرا وقهرا، حيث أصبحت مقارعة الحكومة والمسئول "فرض عين" بصلاة وعبادة حتى بتنا اشك بأن هذا النمط من الحياة قد انتقل من الآباء إلى الأبناء بتوارث جينات في أبداننا وتفكيرنا وذهنيتنا في ظل حركة منظمة مخطط لها بين تطنيش وتهميش وتحييد لكل ما هو "عشيرة" بمقدراتها وطاقاتها وشيبها وشبابها ولكن الله كبير،" فتونس الخضراء " لن تكون بعيدة عن "أردن حكوماتنا العبثية" التي لا تقيم للمواطن وزنا أو قيمة، لا بل نجدها تتعامل مع الوطن بمقدراته كمزارع وإقطاعيات يتوارث فيها مراكز الجاه والسلطة ونهب المال العام في كافة الوزارات والدوائر... كيف لا وهي ممتلكات آبائهم وأجداد أجداهم بخدم وحشم !!! قوامه شعب جبار أراد للأردن أن يكون عزيزا قويا صامدا رغم كل عمليات السلب والنهب لقدرات الوطن بطرق شيطانية لا تخطر على بال شياطين الجن.
لقد انتهجت حكوماتنا المتعاقبة سياسات تعمل على "توريث السلطة" والمركز والجاه رغم شعاراتها الديماغوجية الزائفة التي تتراوح بين "الدجل السياسي والنفاق الاجتماعي" حول تمسكها بمبادئ الديمقراطية الحقّّّة وحقوق الإنسان.
قد لا يعجب البعض هذا النوع من الطرح الذي يمجّد مكانة العشيرة ودورها السياسي في الحكم والتخطيط والإدارة، لأن ذلك يعتبر"حسب رأيهم " نوعا من التخلف والرجعية، إضافة الى اعتباره تعديّا سافرا من هذه العشائر على مزارع الإقطاع ونهب المال.
من هنا فإنني إذ أردّ على كل من يفكّر بهذه الطريقة فانه لا يسعني إلا القول بأن العشيرة هي أكثر ثباتا ومصداقية وارتباطا بالوطن ،إيمانا بصاحب العرش وولاء، أما انتمائهم فهو متجذّر فيهم حتى النخاع، فالعشيرة من غير المقبول أن تلصق بها أي أجندة خارجية ، في الوقت الذي يسجّل على (بعض) الأحزاب والتيارات والحركات وجود أجنّدة خارجية لها ترتبط بجهات ليس بالضرورة إن تكون أردنية.
إن ابسط قواعد الديمقراطية تتمثل بتولي الشعب للسلطة ضمن أغلبية برلمانية أو شعبية بعمليات اقتراع مباشرة ،ولكن واقع الحال يبين أن الحكومات الأردنية تنتهج سياسات تتمثل بتطنيش الاغلبيات البرلمانية "إن وجدت" ، كما تعمل على "قمع وتهميش" الاغلبيات الشعبية والعشائرية الموجود أصلا رغم "انف" من يحاولون تشتيتها وتهميشها لا بل وحتى تحييدها.
إن العشيرة الأردنية تمثل أهم الركائز الداعمة لمؤسسة الحكم وضبط النظام في هذا البلد ، فهي لا تقبل ولا تسمح لأي مساس بهيبة وأمن الوطن، ومن يعمل على تطنيش العشيرة كما هو حال حكوماتنا المتعاقبة ، إنما يعمل لتنفيذ أجنّدة أنانية مشبوهة لصالح أفراد وجماعات تعمل على توريث السلطة للابن والصهر والنسيب والصديق والقريب ورفيق الهوى.
لم يجتمع الكابيتاليون ولا الديجيتاليون ولا الصلعائيون ولا القرعائيون في "مسجد أو كنيسة" أو في أي مكان عبادة لتتلاقى بهم الأفكار والأهداف لصالح الوطن ، بقدر ما التقت بهم المصالح الأنانية المصلحية القائمة على تقاسم السلطات ومراكز التخطيط و الإدارة إضافة لكسب المال على رقاب هذه الشعب الأبي الثائر.
لقد أرادوا الوطن "كعكة" تقسّم فيما بينهم، بينما الشعب جائع محروم من ابسط متطلبات الحياة ليكتمل الخناق بحرمان أبناء العشائر من حقوقهم المدنية والسياسية والوظيفية ليتوارثها ويتقاسمها أراذل القوم على غير وجه حق.
لم تكون العشيرة بمثل هذا المستوى" المنحدر" من التحييد من قبل، حيث هُمّشت بكيانها ووزنها الاجتماعي وحتى وجودها، بينما حرم شبابها من الوظائف والمراكز والقيادات والإدارات والوزارات حتى أصبحنا نعلم طبيعة أي تشكيل وزاري قادم وما بعد القادم ، ولو علمنا ما في الأرحام لأسمينا وزراء الحكومات القادمة بالاسم والحسب والنسب ولصنعنا لهم تماثيل تمجيدا لهولاء القادة العظام الذين ستنجبهم امهاتم على صفيح من حرير بينما أبنائنا يولدون على صفيح من "زمهرير" .
إن من يعملون على تهميش العشيرة برجالاتها وكفاءاتها ومقدراتها إنما يحاولون تهميش الوطن وبالتالي سيلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون وسيأتي اليوم الذي ستسحقهم ويلات الدهر بظلمهم بعد أن يتكشّف زيف هولاء بدجلهم وضعف ولائهم للملك وانتمائهم للوطن ، وسيأتيهم يوم تونس الخضراء بنكهته الأردنية، صفحيا ساخنا يكوي جباههم ويشتت شملهم.
إن من يقبعون في دهاليز الظلام يخططون لتقاسم "كعكة" السلطات والمراكز وثروات الوطن فيما بينهم إنما هم اقل الناس ولاء للمك وانتماء للوطن، وما أفعالهم هذه إلا دليلا قاطعا على أنهم زمرة من أصحاب أجندة ليل تجعل من الظلام توقيتا لها كي تنقضّ على مصالح الوطن سلبا ونهبا تحييدا وتهميشا.
إن عشائر هذا الوطن تمتلك طاقات من الشباب والشابات من أصحاب الفكر" الطاهر" والعبقرية النيّرة الصادقة ، فهم أكثر الناس حرصا على امن وأمان هذا الوطن، لأنهم يتعاطون مع الانتماء والولاء كجزء من مكونات دمائهم وكيانهم وليس جزءا من مكونات" جيب" وأرقام حسابات وصفقات كسب حرام وجمع غنائم وتوريث المراكز والسلطة.
إن هذا الوضع المتردي الذي وصلنا إليه لم يعد مقبولا، فمن يقبل بان تهمّش كبريات العشائر بشيبها وشبابها وتحرم من أي مركز "حكومي" بينما يتسيّد أفراد عوائل لا يزيد عددهم عن حمولة بكب صيني" على العديد من الوزارات والدوائر والمراكز الحساسة في هذا البلد.
إن الكثير ممن تبوءوا مناصب عليا في الدولة من أصحاب الذوات يتحاصصون المناصب والمال والجاه ، هم ليسوا بأقدر وأحرص من شباب "العشيرة" المسلحين بعلمهم وعبقريتهم وطهارة أنفسهم وحرصهم على بلدهم وحبهم الذي لا ينتهي للقائد والوطن.. إن هولاء الشباب لم يعرفوا الخيانة يوما ولم يكن للنهب والسلب مكانا في قاموسهم فكيف يتم تهميشهم على هذه النحو وتحت مسمى اسم العشيرة.
إن عهد محاصصة أبناء الذوات للمراكز والنفوذ يجب أن ينتهي "سحقا او محقا "مهما بلغت وتيرة المقارعة لهولاء وصولا إلى صرخة مدوية لسيدي ومولاي جلالة الملك بان واااااااااااااااعبدالله ... يا نصير المظلومين أن انتصر لنا من هولاء درءا للفتنة ومستقبل الوطن واجعل لنا فيهم عبرة لكل ظالم جبار ودمتم.
Thabetna2008@yahoo.com
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق