عجلون بين التهميش والتطنيش

عجلون بين التهميش والتطنيش
بقلم الدكتور ثابت المومني
تهميش .... تطنيش....شعور ممزوج بالأمل ...هذه حقيقة الامر الواقع الذي يعيشه ابناء عجلون تجاه حكومتنا الرشيدة......... بتنا في عجلون افرادا وجماعات شيوخا وعجائز.. شبابا وصبايا... اباء وامهات نتسائل ونقول ...... ... هل صحيح ان مقولة(عجلون محافظة منسية ؟) نعم ان ندرة الزيارات الحكومية وقلة المشاريع الخدمية والاستثمارية في عجلون جعلت فكرة ان عجلون محافظة منسية او مهمشة هو الرأي الاكثر قبولا لدينا...فاذا كانت اربد
عروس الشمال فان عجلون حاضنتها وانا لا ابالغ في ذلك فالتاريخ يشهد بان كل الشمال كان تابعا لعجلون وليس العكس.
ان موقع عجلون كحلقة وصل بين مناطق سياحية عريقة في الاردن يجعل منها محط اهتمام كبير لو كان للحكومة ان تتبنى معايير السياحة المحلية والخارجية...فعجلون تتميز بغاباتها الفريده واجوائها النادرة على مستوى الشرق الاوسط .. فليست مصايف دمشق اوجبال لبنان .... ولا الريفيرا الفرنسية بافضل منها من حيث جمالية المكان والطبيعة..
ان طبيعة عجلون بينابيعها واشجارها ..بكرم اهلها وطيبتهم يجعلها محط انظار الاخوة العرب .. فمناطق عبين واشتفينا باحراشها وطبيعتها ... تستقبل كل عام عشرات الآلاف من المصطافين من ابناء السعودية والخليج يقضون اجازة الصيف في ربوعها ..اضافة لالآف المغتربين ممن يقضون اوقات تمتزج فيها روحانيات الامل وهي تعانق طبيعة المكان بين احراش عجلون.. .
ولكن وللاسف الشديد..فان التسهيلات الخدمية السياحية في عجلون تكاد تكون معدومة......فلا مرافق صحية في الاحراش..ولا طرقات..ولا نظافة او اهتمام من البلديات والجهات المسئولة عن هذا الشأن.
ان غابات عجلون لو وجدت الاهتمام من قبل الحكومة من خلال تسهيلات خدمية من مصليات و حمامات واكشاك وملاهي وجلسات ومطاعم وفنادق وشقق للمصطافين ستجعل من عجلون محجا للسائحين وستشجع الاخوة العرب وليس الاردنيون فقط على قضاء ايام جميلة للاسترخاء في ربوعها.
ان حكومتنا مقصرة على ما نعتقد جميعا...ونتمنى على حكومتنا ومسئولينا تذكر ان نعمة الطبيعة الخلابة في عجلون يتمناها كل من هو محروم منها......ويتمنون لو انهم يتملكون في عجلون قطعة ارض يقمون عليها مصيفا او بيتا صغيرا ايمانا منهم بان طبيعة عجلون ليس لها مثيلا .
انني لا اسوق عجلون سياحيا..فهي كذلك شئنا ام ابينا...ولكن عدم الاهتمام الحكومي بما يليق بامكانيات واميزية هذه المحافظة جعل منها محافظة مكلومة تندب حظها ..كيف لا وهي تفتقر لاي مشروع صناعي او سياحي او حتى تفتقر لابسط مقومات تنشيط الحركة السياحية والصناعية ..الا وهي مشروع جامعــة حكوميـــــة لا سيما وان في عجلون اول كلية مجتمع في الاردن وانني لا اعتقد ان بيتا من بيوت الاردنيين قد خلا من خريجة قد تخرجت من هذه الكلية العريقة... ان كلية عجلون بمبانيها ومساحة الارض الكبيرة المحيطة بها يجعلها جاهزة لان تكون جامعة مستقلة تتميز عن غيرها بعراقتها المكتسبة من كليتها..
ان وجود جامعة في عجلون هو حلم ينظرة اهالي عجلون لانهم يعرفون من اين تؤكل الكتف أي انهم يعرفون ان وجود جامعة سيكون المدخل لازدهار عجلون سياحيا وصناعيا وتجاريا وسينعكس ذلك ايجابا على مدخولات ابناء عجلون .
اننا في عجلون نشعر بمرارة التهميش من قبل المسئوليين والحكومة......ولكنا لم نفقد الأمل........فنحن نلمس حراكا ما يقوم به عطوفة محافظ عجلون من جولات ونشاطات ولقاءآت تصب في ما نتوق اليه......ولكن وبنفس الوقت لا زلنا نتسائل ...هل صحيح ان عجلون منسية ومهمشة؟!!!!!!!!!!!!!! ام ان الحكومة تبيت مفاجئات سارة لاهالي عجلون لتقول لهم انتم الغوالي كبقية ابناء المحافظات الأخرى ..... اتنم يا اهالي عجلون لكم الغالي رغم اننا تركناكم للتالي... كم نتمنى ذلك...نعم........بتنا في عجلون نحلم بارادة ملكية تثلج صدورنا ........من خلال قرار بتحويل كلية عجلون الى جامعة واعلان عجلون اقليما سياحيا وانني على يقين بان الخير سيعم حيث ان زائر البتراء وعمان وام قيس..لن يقبل باقل من أي يقضي وقتنا في ربوع عجلون لانه سيكون على يقين ان جلسة في عجلون بخدمات وتسهيلات سياحية بلمسة رشفة قهوة وكرم عجلوني ممتزجا بطبيعة خلابة ناردة سترد له نشاطة وحيويته ليبدأ اسبوعا جديدا وسنة جديده........نتمنى زيارة ملكية يشرفنا بها باني الاردن الحديث جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين........ نتمنى ان تتحقق امانينا و تنصف عجلون اسوة بغيرها ولتكون عاصمة الجمال والطبيعة كما ارادها الخالق عز وجل،ودمتم.