"دبي" ........ لم و لن تنهار
بقلم الدكتور ثابت المومني
قد يستغرب البعض لمثل هذا الطرح والذي لا يخلو من الجزم والثقة بحتمية تجاوز دبي لأزمتها المالية والإقتصادية ، حيث تواردت الأنباء تباعا " وبنكهات وصيغ" مختلفة كانت في مجملها تتحدث عن انهيار "دبي" كعملاق اقتصادي في الشرق الأوسط.
لا ننكر أنه كان من المفترض "بحكومة دبي" ان تكون أكثر عقلانية" في التوسع بمشاريعها ولكن وفي نفس الوقت يجب علينا ان نعترف ونعرف حقيقة دبي وكيف تسير وتسيّر دفّة الاقتصاد هناك.
فمن لا يعرف دبي، فانه من السهل أن تنطوي عليه هكذا "ترهات إعلامية" ومن يعرف واقع الأمر ينظر للقضية من زاوية أخرى ، فهذه الإمارة مل كانت بمعزل عن الأزمة العالمية والتي عصفت في العالم قبل ما يزيد على سنة تقريبا وبالتالي فانه من الطبيعي أن يأتي" الدور" على دبي كعملاق اقتصادي عالمي ، ولو لم تتأثر دبي بهذه الأزمة لكان في الأمر شيئا غير مفهوم وغير منطقي من وجهة نظر خبراء الاقتصاد في العالم ومن هنا فان ما يحدث في دبي الآن هو أمر طبيعي وستخرج "دبي" من هذا النفق معافاة وأكثر قوة وثباتا.
لقد دأبت هذه الإمارة ومنذ قيام اتحاد دولة الإمارات في بداية سبعينيات القرن الماضي على بناء نموذج اقتصادي شرق أوسطي حتى باتت عملاقا اقتصاديا لا يمكن تجاهله وبالتالي فان "هزة "اقتصادية بحجم ثلاث ونصف مليار درهم (الدولار يساوي 3.65درهم تقريبا) طلبت حكومة دبي تأجيل سدادها لا تساوي شيئا مع أصول ما تملكه الإمارة والذي يتجاوز 1.5 ترليون درهم حسب تقديرات بعض الخبراء وجهات دولية عده مقابل 37 مليار درهم مستحقة على حكومة دبي و256 مليار درهم مستحقة على شركائها.
لم تخلو هذه الزوبعة الإعلامية من رائحة "التشفي " للهزة" الاقتصادية الذي حدثت في دبي ، وإنني اعتقد أن على أولئك إعادة حساباتهم وأحلامهم في انتقال مركز التجارة من دبي إلى عواصمهم لأن لهيب دبي لن يرحم مراكز التجارة في الخليج والمحيط قاطبة ولأن"كبوة دبي" لن تكون أكثر من "خطوة تصحيحية" ترسم مستقبلا مزدهرا لدبي والمنطقة .
لقد راهن البعض ومنذ عقود خلت على انهيار مشروع "دبي" الاقتصادي وذلك لأسباب اختلف حولها النقاد . فمنهم من انتقد سياسة وطريقة الإمارة في الاستثمار والتوسع الذي لا ينهي إضافة لفتح أبوابها لجنسيات أساءت لدبين وهي تعمل جاهدة لأن تجعل من دبي "تبعا ديموغرافيا لها" كالهند وإيران، وبالتالي فإنني أتمنى على سيدي سمو الشيخ محمد "صقر دبي" أن يعيد حساباته في هذا الجانب.
إن ما يحصل في دبي هو انعكاس مباشر للازمة المالية العالمية والتي بدأت بوادر الانفراج والتعافي تظهر في أكثر من عاصمة عالمية وفي هذا بادرة وإشارة لان تكون "كبوة دبي" مؤقتة وقصيرة وستعاود الإمارة انتعاشها بقوة دافعة اكبر وبثقة وثبات راسخين.
لقد اجتهد وكافح سمو الشيخ محمد بن راشد حتى أصبحت إمارة دبي تنافس كبرى الأسواق ومراكز الثقل الاقتصادي العالمية ، وإنني على يقين بان هذه الإمارة لن تسقط اقتصاديا بالصورة التي صورت من خلال وسائل الإعلام حيث أن اقتصادها اكبر من هذه الأزمة ودخلها القومي قادر على تجاوز مديونيتها بسرعة ستفاجئ الجميع.
لقد سبق وان مرت دبي بالكثير من الأزمات وعمليات " المنافسة غير الشريفة من الكثير من مراكز الثقل الاقتصادي الإقليمي و العالمي" وان تاريخ هذه الإمارة يشهد ويسجل لسمو الشيخ محمد تجاوزه لكل هذه الأزمات بطريقة أذهلت خبراء اقتصاد الغرب قبل غيرهم .
أخيرا .. يجب علينا ان نتذكر بان جارة دبي القوية "ابوظبي" لن تسمح بانهيار دبي لان ذاك يعني الكثير لحكام ابوظبي وعلى كافة الأصعدة ويجب ان لا ننسى ان دبي وابوظبي هما توأمان في دولة واحدة كافح كل منهما لأجل "إمارات قوية" محصنة مزدهرة ، لقد دأب سمو الشيخ زايد بن سلطان وسمو الشيخ راشد ال مكتوم رحمهما الله على تحقيق هذه الأهداف وكان لهم ذلك حيث "ورثوا أبناء" اثبتوا أنهم قادرون على مواصلة المسيرة وبالتالي فان هذا الحس الوطني لدى حكام ابوظبي سيكون عاملا ايجابيا لحسم هذه القضية لصالح "الإمارات " كدولة واتحاد ودمتم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق