الوطن ... "كعكة" يصنعها الشرفاء ويتقاسمها " دخلاء الولاء والانتماء
بقلم الدكتور ثابت المومني
رغم أنني لست سياسيا بالقطع، ولا اتعاطى السياسة إلا مجبرا، إلا أنني اعتقد بأن كل أردني أصبح سياسيا بعد مقارعات غير مجدية للحكومات والمسئولين عبر عقود خلت او من خلال انتقال الجينات من الآباء إلى الأبناء في ظل حركة تطنيش لكل ما هو "عشيرة" بمقدراتها وطاقاتها ولكن الله كبير، فتونس بن علي لن تكون بعيدة عن أردن حكوماتنا العبثية التي لا تقيم للمواطن وزنا وقيمة وتتعامل مع الوطن بمقدراته كمزارع إقطاع يتوارثون فيها مراكز السلطة في كافة الوزارات والدوائر.
لقد انتهجت حكوماتنا المتعاقبة سياسات تعمل على "توريث السلطة" والمركز والجاه رغم شعارات تلك الحكومات التي تتراوح بين "الدجل السياسي والنفاق الاجتماعي" حول تمسكها بمبادئ الديمقراطية الحقّّة .
قد لا يعجب البعض تمسكي بالعشيرة ودورها السياسي في الحكم والإدارة، لأن ذلك يعتبر"حسب رأيهم "من التخلف والرجعية، وإنني إذا أرد على كل من يفكّر بهذه الطريقة فاني أقول أن العشيرة هي أكثر ثباتا ومصداقية وارتباطا بالداخل وإيمانا بصاحب العرش، أما انتمائهم للوطن فهو متجذّر حتى النخاع، فالعشيرة من غير المقبول أن تلصق بها أي أجندة خارجية ، في الوقت الذي يسجل على (بعض) الأحزاب والتيارات وجود أجندة خارجية لها،ورغم ذلك فان لبعض هذه الأحزاب ممثلين يقبعون تحت قبة البرلمان.
إن ابسط قواعد الديمقراطية تتمثل بتولي الشعب للسلطة ضمن أغلبية برلمانية أو شعبية ،ولكن واقع الحال يبين أن الحكومات الأردنية تنتهج سياسات تتمثل تطنيش الاغلبيات البرلمانية "إن وجدت" ، وتعمل على "قمع وتهميش" الاغلبيات الشعبية والعشائرية الموجود أصلا رغم "انف" من يحاولون تشتيتها وتهميشها لا بل وصرعها.
إن العشيرة الأردنية تمثل أهم الركائز الداعمة لمؤسسة الحكم وضبط النظام في هذا البلد ، فهي لا تقبل ولا تسمح لأي مساس بهيبة وأمن الوطن، ومن يعمل على تطنيش العشيرة كما هو حال حكوماتنا المتعاقبة ، إنما يعمل لتنفيذ أجندة أنانية مشبوهة تتمثل بتوريث السلطة للابن والصهر والنسيب والصديق والقريب ورفيق الهوى.
لم يجتمع الكابيتاليون ولا الديجيتاليون ولا الصلعائيون ولا القرعائيون في "مسجد أو كنيسة" أو في أي مكان عبادة لتتلاقى بهم الأفكار والأهداف والمصالح الوطنية ، بقدر ما التقت بهم المصالح الأنانية المصلحية القائمة على تقاسم السلطات ومراكز التخطيط و الإدارة إضافة لكسب المال على رقاب هذه الشعب الجائع.
لقد أرادوا الوطن "كعكة" تقسّم فيما بينهم، بينما الشعب جائع محروم من ابسط متطلبات الحياة ليكتمل الخناق بحرمان أبناء العشائر من حقوقهم المدنية والسياسية ليتوارثها ويتقاسمها أراذل القوم على غير وجه حق.
لم تكون العشيرة بمثل هذا المستوى" المنحدر" من قبل، حيث هُمّشت بكيانها ووزنها الاجتماعي وحتى وجودها، بينما حرم شبابها من الوظائف والمراكز والقيادات والإدارات والوزارات حتى أصبحنا نعلم طبيعة أي تشكيل وزاري قادم وما بعد القادم ، ولو علمنا ما في الأرحام لأسمينا وزراء الحكومات القادمة بالاسم والحسب والنسب ولصنعنا لهم تمثالا تمجيدا لهولاء القادة العظام الذين ستنجبهم امهاتم على صفيح من حرير بينما أبنائنا يولدون على صفيح من "زمهرير" .
إن من يعملون على تهميش العشيرة برجالاتها وكفاءاتها ومقدراتها إنما يحاولون تهميش الوطن وبالتالي سيلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون وسيأتي اليوم الذي ستسحقهم ويلات الدهر بظلمهم بعد أن يتكشّف زيف هولاء بدجلهم وضعف ولائهم وانتمائهم للقائد والوطن ، وسيأتيهم يوم تونس الخضراء صفحيا ساخنا يكوي جباههم.
إن من يقبعون في دهاليز الظلام يخططون لتقاسم "كعكة" السلطات والمراكز وثروات الوطن فيما بينهم إنما هم اقل الناس ولاء للمك وانتماء للوطن، وما أفعالهم هذه إلا دليلا قاطعا على أنهم زمرة من أصحاب أجندة ليل تجعل من الظلام توقيتا لها كي تنقض على مصالح الوطن سلبا ونهبا تحييدا وتهميشا.
إن عشائر هذا الوطن تمتلك طاقات من الشباب والشابات من أصحاب الفكر" الطاهر" والعبقرية النيّرة الصادقة ، هم أكثر الناس حرصا على امن وأمان هذا الوطن، لأنهم يتعاطون مع الانتماء والولاء كجزء من مكونات دمائهم وكيانهم وليس جزءا من مكونات" جيب" وأرقام حسابات وصفقات كسب حرام وجمع غنائم وتوريث المراكز والسلطة.
إن هذا الوضع المتردي الذي وصلنا إليه لم يعد مقبولا، فمن يقبل بان تهمّش كبريات العشائر بشيبها وشبابها وتحرم من أي مركز "حكومي" بينما يتسيّد أفراد عوائل لا يزيد عددهم عن حمولة بكب صيني" على العديد من الوزارات والدوائر والمراكز الحساسة في هذا البلد.
إن الكثير ممن تبوءوا مناصب عليا في الدولة من أصحاب الذوات يتحاصصون المناصب والمال والجاه لان الوطن كعكة في حساباتهم، وبالتالي فهم ليسوا بأقدر وأحرص من شباب "العشيرة" المسلحين بعلمهم وعبقريتهم وطهارة أنفسهم وحرصهم على بلدهم وحبهم الذي لا ينتهي للقائد والوطن.. إن هولاء الشباب لم يعرفوا الخيانة يوما ولم يكن للنهب والسلب مكانا في قاموسهم فكيف يتم تهميشهم على هذه النحو وتحت مسمى اسم العشيرة.
إن عهد محاصصة أبناء الذوات للمراكز والنفوذ يجب أن ينتهي مهما بلغت وتيرة المقارعة لهولاء وصولا إلى صرخة مدوية لسيدي ومولاي جلالة الملك بان واااااااااااااااعبدالله ... يا نصير المظلومين أن انتصر لنا من هولاء واجعل لنا فيهم عبرة لكل ظالم جبار ودمتم.
Thabetna2008@yahoo.com
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق